[color=blue]بســم الله الـرحمــن الرحيــم
هاهو شهر رمضان يولي، وهاهي العشر الأواخر منه قد أقبلت، لقد كان قدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر "شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله". وظل صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله. لقد كان يطلب تلك الليلة الزاهية، عظيمة الشأن؛ ليلة القدر، ليلة نزول القرآن، ولمَ لا وهي خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه؟.
وإذا كان قيام الليل شعار المتقين ودأب الصالحين وتاج الزاهدين، كم وردت فيه من آيات وأحاديث، وكم ذكرت فيه من فضائل.. فكيف إذا كان القيام في رمضان، وفي العشر الأواخر منه؟! وكيف إذا صادف ليلة القدر؟!. فيا هناء من قام العشر إيمانا واحتسابا! ويا سعادة من صادف ليلة القدر! ويا حسرة من أهمل وقصر في العشر، وحُرم فضل ليلة القدر! وكيف لا يتحسر من فاتته المغفرة، من فاته عبادة أكثر من ثلاثة وثمانين عاما؟!.
فهل سنحسن استقبالها واستثمارها؟ وهل سندرك ما فاتنا في العشر الأواخر من رمضان، ونكون على قدر مسئولية عبودية الله عز وجل، ونتخذ من العشر الأواخر مخيما إيمانيا؟ أم سنكون ممن قست قلوبهم، ونُقشت أسماؤهم على أبواب النار؟ [/color