منتديات حوسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات حوسان


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رمضان بين الذاكرةوالواقع

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
منذر عبدالله
عضو مشارك
عضو مشارك



عدد الرسائل : 144
تاريخ التسجيل : 26/04/2008

رمضان بين الذاكرةوالواقع Empty
مُساهمةموضوع: رمضان بين الذاكرةوالواقع   رمضان بين الذاكرةوالواقع I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 01, 2008 3:52 am

رمضان بين الذاكرةوالواقع




بقلم: حسن الحسن
كيف تحول الشهر الكريم على يد الامة المنحدرة، من شهر بدر وفتح مكة وعين جالوت والجد والعمل الى شهر الفوازير والمسلسلات وخيام الترفيه والعطلة والكسل.

ميدلايست اونلاين


عقودٌ كثيرةٌ مضت، أدبر فيها رمضانُ يتيماً حزيناً متحسراً منكسراً كما أقبل. بات رمضان يزورنا ويغادرنا سريعاً، ربما لأنه مشفقٌ علينا،مذهولٌ لمصابنا وما حلّ بنا، مؤثراً أن لا يُسجل علينا في صفحاته البيضاء مآسينا و انحدارنا، محافظاً على ذاكرته عطرة، ومعانيه العظيمة والمقدسة طي سجلٍ ناصعٍ، فيأوراقٍ يباهي التاريخ بها، لا يمكن بحالٍ أن تتلفها ذاكرة فاسدة تتعمد نسيانها.

كيف لا ينصرف رمضان عنَّا مسرعاً، بينما نغرق في مشهدٍ هزيل مخجلٍ متكررٍ كلعام، تُلصَقُ فيه برمضانَ كلُّ آفة، من "فوازيرَ" ماجنةٍ، وترفيهٍ تافهٍ، وخيام ٍيشجو فيها أهلُ الأهواء، تُقترَفُ فيها الفواحش والآثام من كل نوع ولون، أمام مرأى و مسمع الجميع منقولة بواسطة وسائل الإعلام، وكلُّ ذلك احتفاء بشهر رمضان الفضيل! كما يزعمون، مما يندى له جبينُ المؤمنين، ويُسخطُ الله ربَّ العالمين .

إنه رمضان يا خلق، شهر القرآن، المعجزة الخالدة للأنام، أنزله الله فرقاناً بين الحق والباطل، وجعله حكماً على الناس، وشرعة لهم في الحياة، هبط من السماء للتدبر و للتلاوة و لتبيان أحكام الولاية، رابطاً الأرض بالسماء، راسماً للبشر طريق الخير و الهدى والرشاد. بينما نجده الآن مقصىً عن الحياة، محاربٌ من قبل السلطان، غايةُشأنِ تعظيمهِ تقبيلُه بالشفاه وركنُه على الرفوف والدقُّ له بالدفوف.

ورمضان شهر الانتصارات والفتوحات، فها هي بدرٌ الكبرى شاهدة، وفتح مكة لا يمحى من الذاكرة، فيه خرَّت عموريَّة صريعة خائرة بعد استغاثة الأسيرة بالخليفة صارخة ًوامعتصماه، تلاها ملحمة عين جالوت التي ولت فيها فلول جيش التتار الجرار لا تلوي على شيئ سوى النجاة، والسلطان قطز يلاحقها ويصرخ في جيشه واإسلاماه، يرفع يديه إلى السماء مناجياً ربه، يا الله انصر عبدك قطز. أمَّا الآن، فالأقصى بين براثن يهود،أسيرٌ يئن ويستغيث وما من مغيث. وبغداد آه مما أصابها و ويلٌ لمن خانها بغداد،مستنقعٌ فاضت فيه الدماء، وعلت فيها رايات الشرك والرجس والإلحاد. وأما أرض الشيشان فتشتكي إلى الله مصابها، وكل من تخلى عنها وباعها. ناهيك عما طال عباد الله في السجون والمعتقلات لأنهم يقولون "ربنا الله"، وفوق كل هذا ومع بزوغ كلِّ فجرٍ جديدٍ تنفجر مآسي مروعة تطوي سابقاتها، مما يوجع القلب ويدمي الكبد ويسيل العبرات.

و رمضانُ ذو الهيبة والجلال، جامعُ الأمة و مجيشُ الهمة، كان فيه المسلمون رهبان ليلٍ فرسان نهار، محرزين فيه أعظم الإنجازات وأبهاها. أما الآن فقد بات لكلِّ حاكمٍ عميلٍ هلال، ليمعن تمزيقاً بالمسلمين وصرفاً لهم عن وحدة جماعتهم. وبدلاً من الجدِّ و العطاء، حُوِّلَ رمضانُ إلى عطلة سنوية، أدمن الناس فيه الكسل و النهم وان تابهم فيه الخمول وكأنه شهر النوم في النهار والخدر و السهر في توافه الأمور إلى جوف الليل.

هكذا نلتفت لنجد رمضان شعيرةً مفرغة من أحكامها ومن تاريخها ومن ذاكرتها المضيئة بالعز والمجد والجاه. وهذا الإفراغ مقصودٌ منه تحويل الإسلام إلى دين كهنوتي لا أثرله في الحياة المراد للأمة عيشها. وهو ما يفسر انتقال عدوى تفريغ الإسلام من أحكامه وقدسية دلالاته إلى سائر أركان الإسلام وفروضه المتعلقة بالجماعة والمجتمع والدولة و الأمة. حيث بات الجهاد مختصاً بالنفس، وأما قتال العدو الكافر الصائل فهو إرهابٌ مشجوب. وأما وجوب تغيير المنكر وإزالة الطغاة إنما هو إلقاء للنفس في التهلكة. وأما إقامة الإسلام في دولة الخلافة لحماية الأمة و إقامة الدين و عمارة الدنيا، فإنما هو ضربٌ من الخيال، بينما الإذعان للغرب والاستسلام للواقع الذي تشمئز منه قلوب وعقول الأسوياء فهو غاية الكياسة ومنتهى الفراسة وهكذا.

أولم يئن بعد كل ذلك التاريخ المجيد الناصع لرمضان أن يعود إلى سابق عهده؟ مضيئاً الجوانب المظلمة في حاضر الأمة القاتم، ومنيراً لها مستقبلها. ألم يئن الوقت أن يتحول رمضان إلى شهر توبة واستغفار لا شهر جرعة مكثفة من السفه الإعلامي و السياسي والضغط الاقتصادي الخانق لإشغال الناس عما يصلح لهم أمر دينهم و دنياهم ،شهر وحدة وعزة لا فرقة وذلة، شهر نصرٍ وظفرٍ لا شهر نكباتٍ وحسرات.

وبرغم كل ما نراه من صدّ عن استعادة رمضان العز و المجد و النصر و الظفر و الشعيرة التي تجسد الشريعة بأمثل معانيها فإنه سيعود لا محالة، وعندها ستذرف العبرات، بلستسيل الدموع على الخدود طويلاً طويلاً، وسيكبَّرُ اللهُ حقا، وستضج المآذن بالتكبير والتهليل والتسبيح والدعاء، وستعود المساجد رياضاً للجنة و مراكزاً للعلم و جامعاتٍ للعلماء، وسيمتطي الضباط والفرسان ركوبهم من جديد لمحاربة الأعداء لا لاعتقال الدعاة، وستكون وسائل الاتصال والدعاية و الإعلام مسخرة لتوعية الأمة و بثروح الإيمان فيها التي تنعكس طمأنينة و رضى و انكباباً على تسخير الدنيا لصالح البشرية اكتشافاً واختراعاً و تيسيراً لعباد الله.

نعم سيعود رمضان ليكون منارةً جامعة مجسدة لمعاني الوحدة دافعة لوصل الخلق بالخالق في أسمى أشكال الوصال وأمتنها، وستخفق راية التوحيد وحدها في كافة ربوع دار الإسلام، لأنَّ موكب الدعوة إلى الله سائرٌ في طريقه رغم كل العراقيل والمعوقات و الصعاب، ورغم كل القسوة والمعاناة والحرب الشعواء، فقد سكن الإيمان نفوس شباب مؤمن حقاً مسلمٍ حقاً باذلاً ما بين جنبيه ابتغاء مرضاة الله، كما رسخت مفاهيم النهضة فيعقولهم و استقرت في قلوبهم، ليقوم هؤلاء بالمهمة المسماة بالمستحيلة فيجعلوها ممكنة بل حتمية التحقيق مع وعدٍ خالصٍ من الله في نصر من نَصَره وبَذَلَ المهج والأرواح في سبيله، فحملوا الرسالة واضعين نصب أعينهم إقامة دولة الإسلام، خلافة راشدة على منهاج النبوة، لتجسد حياة تسر ساكن الأرض ويتباهى بها ملائكة السماء.

إنها لحظة نتشوق لرؤياك فيها يا رمضان، وتتشوق أنت يقيناً للقيانا فيها، فتمكث معنا طويلاً آنذاك، حيث يتواصل الليل بالنهار، بالعمل والدعاء والعلم والجهاد و الاجتهاد ، في خير ما ينفع الخلق ويرضي الخالق، فنتعانق سويةً و نعيد لحظات التاريخ الساحرة لتفخر بنا من جديد وتعيد فتح سجلك لتدون فيه قبسات من نور الإسلام وعظم أنجازات المسلمين.

http://middle-east-online.com/?id=33997
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عز الدين الفارس
مشرف
مشرف
عز الدين الفارس


ذكر عدد الرسائل : 808
العمر : 39
الموقع : منها واليها
تاريخ التسجيل : 27/04/2008

رمضان بين الذاكرةوالواقع Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان بين الذاكرةوالواقع   رمضان بين الذاكرةوالواقع I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 01, 2008 10:54 am

مشكور
ونحن ايضا نتوق الى اليوم الذي تعود فيه الفتوحات والانتصارات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://paltimes.net/arabic/
HuSsEiN Al-HuSaNy
مشرف
مشرف
HuSsEiN Al-HuSaNy


ذكر عدد الرسائل : 1443
العمر : 36
الموقع : AmmAn
تاريخ التسجيل : 26/05/2008

رمضان بين الذاكرةوالواقع Empty
مُساهمةموضوع: رد: رمضان بين الذاكرةوالواقع   رمضان بين الذاكرةوالواقع I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 05, 2008 12:22 am

ان شاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رمضان بين الذاكرةوالواقع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات حوسان :: منتدى شهر رمضان المبارك-
انتقل الى: